يعلمون أن ما هم عليه هو السفه؛ لأنهم لا يتدبرون، ولو تدبروا لعلموا، عن أبي
مسلم، وقيل: هم منافقون بممالأة الكفار خوفا من الدوائر، ولو غلبوا المسلمين ما أبقوا عليهم وهم لا يعلمون ذلك، عن أبي علي.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على بطلان قول أصحاب المعارف بقوله: (ولكن لا يعلمون) وتدل على عظيم جرمهم بالفساد في الأرض والنفاق في الدين قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)
* * *
(القراءة)
(السفهاء) اختلف القراء فيه، فحقق بعضهم الهمزتين، وهو مذهب الكوفيين، ولغة تميم، فأما أبو عمرو وأهل الحجاز فإنهم يهمزون الأولى، ويلينون الثانية طلبا للخفة، واختار الفراء حذف الأولى وهمز الثانية، واحتج بأن ما يستأنف أولى بالهمز مما يوقف عليه.
* * *
(اللغة)
السفه: نقيض الحكمة، وهو النزق والطيش، وأصله الخفة، ويقال لخفيف الحلم: سفيه، وجمعه سفهاء، قال الشاعر: أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا وكل معصية فهي سفه. وقيل: السفيه الكذاب، عن المؤرج. وقيل: السفيه الظلوم العجول القائل بخلاف الحق، عن قطرب. وقيل: السفيه الجاهل.
مخ ۲۵۲