قرأ الكسائي: قيل بضم القاف، وكذلك غيض، وحيل، وسيء، و جيء، وسيق بضم أوائلها، وروي عن يعقوب مثل ذلك، ووافقه نافع في سيء وسيئت، وابن عامر فيهما، وفي حيل، وسيق، والباقون يكسرون كلها، وفيه ثلاث لغات: بالكسر وإشمام الضم، وقول بالواو. فأما قيل بالكسر فعلى نقل حركة العين إلى الفاء، لأن أصله قول، وهذا قياس مطرد في كل ما اعتلت عينه، ثم نقلت الواو ياء إتباعا لما قبلها لسكونها، فأما الإشمام فلأجل الدلالة على الأصل مع التخفيف، والاختيار بالكسر؛ لأنه أخف على اللسان، وأحسن في القياس؛ لكثرة نظائرها، ولأن أكثر الأئمة عليه، ولأن الاستعمال فيه أكثر.
* * *
(اللغة)
(إذا) حرف توقيت لمعنى حينئذ ومتى، تؤذن بوقوع الفعل المنتظر.
و (قيل): فعل ماض مجهول، وأصله من قال يقول قولا، وقيل في المجهول.
والفساد: نقيض الصلاح، فسد فسادا، وأفسده إفسادا، وكل فساد في الدين معصية وقبيح.
والأرض: معروف، وفيه اشتراك، يقال لقوائم البعير: أرض، وللرعد: أرض.
والصلاح والاستقامة نظيران، صلح صلاحا، وأصلحه غيره، والأصلح نقيض الأفسد، والصلاح: التغيير إلى استقامة الحال، وكل صلاح في الدين حسن وعبادة.
* * *
(الإعراب)
(ألا): تنبيه يدخل على كل كلام مكتف بنفسه، تقول: ألا إنه زيد منطلق، قال الله تعالى: (ألا إنهم من إفكهم ليقولون (151)، وأصله (لا) دخل عليه ألف الاستفهام، والألف إذا دخل على الجحد أخرجه إلى معنى التقرير والتحقيق، كقوله: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) ثم كثر (ألا) في الكلام حتى صار تنبيها ليتحقق السامع ما بعده، فمعنى الأصل فيه موجود.
فأما (هم) في قوله: (ألا إنهم هم المفسدون) فإن كانت فصلا فلا موضع لها من الإعراب، ويحتمل أن تجعل في ألا إنهم هم) فصلا واسما، فإن جعلناه اسما كانت رفعا بالابتداء، والجملة خبر (إن)، وفي الفصل يكون المفسدون خبر إن، وضم الميم في هم لالتقاء الساكنين بالرد إلى الأصل، وأجاز الفراء الكسر.
مخ ۲۵۰