وقال تعالى: (بلى من أسلم) ثم قال: (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
فأجراه مرة على اللفظ، ومرة على المعنى.
* * *
(النزول)
قيل: نزلت الآية في المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وجد بن قيس، ومعتب بن قشير، وأصحابهم، قالوا: تعالوا إلى خلة نسلم من محمد وأصحابه، ونتمسك بديننا، فأجمعوا على إظهار كلمة الإسلام والإيمان بألسنتهم، واعتقدوا خلافها، وأكثرهم في اليهود.
* * *
(المعنى)
ثم بين تعالى حال المنافقين، فقال: ومن الناس جماعة صفتهم أن يقولوا: آمنا صدقنا بالله وما أنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من ذكر البعث، (وما هم بمؤمنين)
بمصدقين، أي ليسوا كما يصفون أنفسهم.
* * *
(الأحكام)
تدل الآية على فساد قول من قال: الإيمان باللسان؛ لأنهم مع إقرارهم كذبهم الله تعالى، فقال: وما هم بمؤمنين.
وتدل على أنه لا ينبغي الاغترار بظاهر أحوال الناس.
وتدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنهم لو أقروا عن معرفة كان إيمانا.
وتدل على أن ذلك القول فعلهم.
قوله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) (القراءة)
مخ ۲۴۳