قرأ أبو جعفر وعاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر بترك كل همزة ساكنة مثل: يؤمن ويؤمنون ويأكلون ويأمرون ويأخذون والضأن والذئب وبئر و بئس ولؤلؤ ونحوها، ويتركان كثيرا في الهمزة المتحركة أيضا، مثل قوله: فليؤد، ولا يؤاخذكم، ويؤيد بنصره ونحوها، ولأبي جعفر فيه مذهب يطول ذكره. فأما أبو عمرو فيترك كل همزة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم، نحو: نبئهم، ونبئنا، واقرأ، وإن نشأ، ونحوها، فإنه لا يترك الهمزة فيها، وروي عنه الهمزة أيضا في الساكنة. وأما نافع فيترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل كقوله: يؤمنون ولا يؤاخذكم. واختلفت قراءة الكسائي وحمزة، ولكل واحد منهم في ذلك مذهب يطول ذكره، فالهمز على الأصل، والإسقاط للتخفيف.
* * *
(اللغة)
اللائي واللاتي نظائر، واللائي واللاتي للمؤنث، قال تعالى: (واللائي يئسن من المحيض) وواحد الذين: الذي، وهو من الأسماء التي تتم بصلاتها، ك (من) و(ما).
ومتى قيل: فما الذي دعاهم إلى أن جعلوا الاسم منقوصا، ثم يتم بصلة؟
قلنا: الحاجة إلى أن توصف المعرفة بمعنى بالجملة. وتثنية الذي: اللذان، واللذان ، بالتشديد عرضا من ذهاب الياء.
ويقال: لم بني في الواحد، وأعربت في التثنية؟
قلنا: لأن التثنية تخرجه من شبه الحرف؛ إذ الحرف لا يثنى. فأما الجمع فإنما يبنى، لأن الجمع ليس على حد التثنية؛ ألا ترى إلى أن إعرابه كإعراب الواحد، وقيل: الذي والذين للجمع، وواحده اللذ. واللذان، والذي، والذين جمع الجمع.
والإيمان والإسلام من النظائر، ونقيضهما الكفر والفسق، وأصله التصديق، يقال: آمن أي صدق، ومنه: (وما أنت بمؤمن لنا) أي بمصدق. وقد صار في الشرع: اسم لأداء الواجبات.
مخ ۲۲۶