330

وعن محمد بن إسحاق أن جماعة من أحبار اليهود قالوا: ألا تعجبون من محمد يزعم أن سليمان كان نبيا، وما كان إلا ساحرا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

* * *

(المعنى)

هذه الآية عطف على ما تقدم أي نبذ فريق منهم كتاب الله الذي في أيديهم واتبعوا ما تتلو الشياطين وهو أيضا إخبار عن مقابح اليهود، فقال تعالى: واتبعوا فيه ثلاثة أقوال: قيل: هم اليهود الذين كانوا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الربيع وابن زيد والسدي، وقيل: اليهود الذين كانوا زمن سليمان، عن ابن عباس وابن جريج وابن إسحاق، وقيل: الجميع عن بعضهم، قال: لأن مبتغي السحر من اليهود لم يزالوا منذ عهد سليمان إلى أن بعث الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومعنى اتبعوا اقتدوا به ما تتلو يعني الذي تتلو، قيل: تتبع وتعمل به، عن ابن عباس، وقيل: تقرأ، عن قتادة وعطاء، وقيل: تكذب على ملك سليمان، عن أبي مسلم، يقال: تلا عليه إذا كذب، وتلاعنه إذا صدق، وإذا أبهم جاز الأمران، قال تعالى: (ويقولون على الله الكذب) وقيل: تتحدث وتخبر عنه، عن أبي عبيدة وأبي علي. الشياطين قيل: شياطين الجن، وقيل: شياطين الإنس والجن، عن أبي علي. وقيل: شياطين الإنس وهو الأوجه على ملك سليمان عن ابن جريج. وقيل: على عهد ملك سليمان، وقيل: كذبوا على ملكه.

ومتى قيل: لم أضافوا السحر إلى سليمان؟

مخ ۵۲۱