(الإعراب)
(إلا) في قوله: إلا أماني استثناء منقطع، و(إلا) بمعنى (لكن)، كقوله: (ما لهم به من علم إلا اتباع الظن).
و (إن) في قوله: وإن هم إلا يظنون بمعنى (ما) كقوله: (إن الكافرون إلا في غرور).
* * *
(المعنى)
لما تقدم ذكر أحبار اليهود من كتمان الكتاب وتحريفه، أخبر بذكر عوامهم وأتباعهم فقال تعالى: ومنهم قيل: من اليهود، عن أبي العالية وابن زيد، وقيل: اليهود والمنافقون، عن أبي علي أميون أي أمي لا يحسن الكتابة، عن إبراهيم وأبي العالية وأبي علي وأبي مسلم. وقيل: أميون: يعني غير عالمين بمعاني الكتاب، يعلمونها حفظا وقراءة بلا فهم ولا دراية لما فيه، عن ابن عباس وقتادة. وقيل: لا يحسنون قراءة الكتاب ولا تلاوته، وإنما يتبعون ما تحدث به أحبارهم، عن الكلبي وجماعة. وقيل: أميون: يعني الأمم الذي نزل عليهم الكتاب نسبهم إلى أم الكتاب، كأنه قال: ومنهم أهل الكتاب لا يعلمون الكتاب، عن أبي القاسم وأبي عبيدة. لا يعلمون الكتاب قراءتها، وقيل: معانيها، وقيل: كنايته إلا بمعنى (لكن) أماني قيل: تلاوة، يعني يتلونها ولا يعرفونها، عن الكسائي والفراء وأبي علي. وقيل: إلا كذبا، عن ابن عباس ومجاهد، من قولهم: تمنيت الشيء، أي فعلته، يعني الأشياء التي كتبوها من عند أنفسهم في تغيير صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ونسبوها إلى الله تعالى. وقيل: أمانيهم الباطلة، حتى تمنوا على الله ما ليس لهم ذلك، عن الحسن وقتادة، كقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) وكقولهم: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) ونحوه، وقيل: إلا تلاوة من ظهر القلب من غير كتاب، عن أبي عبيدة، وقيل: إلا ما تحدث به علماؤهم، عن الكلبي وإن هم إلا
مخ ۴۵۰