228

قلنا: قيل: لا، ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام، ولم يأكل ولم يشرب، ولم

ينسل، عن ابن عباس وغيره، قال أبو علي: لم يبقوا إلا أياما قليلة وماتوا، وقيل: أرسل عليهم ريحا فرمتهم في البحر، فهلكوا والقردة التي تشاهد جنس من الحيوان كالذباب وغيره.

ويقال: هل صاروا قردة على الحقيقة؟

قلنا: غير الصورة إلى صورة القردة في الظاهر، فهم عاقلون عالمون بما أصابهم من العقوبة، وبنية البشرية في الباطن على ما هو عليه.

فيقال: فمن نظر إليهم أي شيء يعتقد فيهم؟

قلنا: من علمهم بعيبهم اعتقد فيهم المسخ، ومن لم يعلم يخطر الله ذلك ببالهم.

وروي أن الناهين خرجوا بكرة، فإذا المجرمون لم يفتحوا أبوابهم، فدخلوا عليهم فإذا هم قد مسخوا، وكانوا يبكون وتجري أدمعهم على خدودهم.

خاسئين قيل: مبعدين عن الخير، وقيل: أذلاء صاغرين مطرودين، عن مجاهدة وقتادة والربيع، وقيل: خرسا لا يتكلمون، عن أبي روق.

* * *

(الأحكام)

في الآية زجر عن ارتكاب المعاصي، وتحذير مما نزل ببني إسرائيل من المسخ، فيكون إخباره لطفا لنا؛ لنفارق عادة أولئك.

وتدل على معجزة عظيمة في الإخبار عنه.

قوله تعالى: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين (66)

* * *

(اللغة)

النكال: العقوبة التي تزجر عن العصيان، وأصله من المنع، أخذ من النكل، وهو القيد، وقيل: أخذ من النكل، وهو اللجام، وسمي العقاب نكالا؛ لأنه يمنع عن ارتكاب مثل ما ارتكبه من نزلت به العقوبة.

مخ ۴۱۹