204

قوله تعالى:

(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)

* * *

(اللغة)

الظلة والسترة بمعنى، يقال: ظلله تظليلا، والظل بكسر الظاء معروف، ويقال: لسواد الليل: ظل، ومنه: (كيف مد الظل) ومكان ظليل دائم الظل، وأصله السترة.

والغمام: السحاب، والقطعة منها غمامة، وقيل: هو ما ابيض من السحاب، وأصله: الغطاء: ومنه أغم الرأس.

والمن: الإحسان، والمن القطع، ومنه: لهم أجر غير ممنون).

والمن: الذي كان يسقط على بني إسرائيل سمي منا؛ لأنه إحسان من الله إليهم.

والسلوى: طير أبيض مثل السمانى، وأصل السلو: ذهاب الغم، يقال: سلا يسلو سلوا، وسمي السلوى بذلك كأنه يزيل الهم.

ويقال: ما واحد السلوى؟

قلنا: قال الأخفش: واحده سلوى، كقولك: دفلى للواحد والجمع، وقال الخليل: سلواة، وقيل: لا واحد له.

والظلم: ضرر ليس فيه نفع، ولا دفع ضرر أعظم منه، وليس بمستحق عن أبي علي. وقيل: هو الضرر القبيح، عن علي بن عيسى.

* * *

(الإعراب)

يقال: ما موضع كلوا من الإعراب؟

قلنا: نصب بمحذوف كأنه قيل: وقلنا لهم كلوا، وموضع السلوى نصب؛ لأنه عطف على المن.

مخ ۳۹۵