الحمد والمدح والشكر نظائر، وبين الحمد والشكر فرق؛ لأن نقيض الحمد الذم، ونقيض الشكر الكفر، ولأن الشكر لا يكون إلا على نعمة، والحمد يكون من غير نعمة، وقيل: معنى الحمد والشكر: الاعتراف بنعم المنعم مع اعتقاد بعظمته، والشكر يكون بالقلب وهو الأصل، ويكون باللسان، وقد يجب عند تهمة الجحود، وأصل الحمد: الوصف بالجميل، والحمد مصدر لا يثنى ولا يجمع، تقول: أعجبني حمدكم زيدا.
والرب: السيد، والرب: المالك، والرب: المربي المصلح، وأصله من التربية، وهو التنشئة، يقال: ربيت، وربيته.
والعالمين: واحدها عالم، وقيل: اشتقاقه من العلم؛ لأنه اسم يقع على ما يعلم، وقيل: من العلامة؛ لأنها تدل على صانعه، وقيل: العالم: النوع مما يعقل، وهم الملائكة، والجن، والإنس، عن ابن عباس وأبي علي، وقيل: أهل كل زمان عالم، وقيل: هو اسم لما حواه الفلك، وعالم لا واحد له من لفظه، كالقوم والرهط والنفر.
ومتى قيل: لم ذكر الحمد دون الشكر؟
قلنا: لأن الحمد يكون على نعمة وغير نعمة، فنحن نحمده على نعمته علينا، ونحمده على أفعاله الحسنة، وصفاته العلا.
* * *
(الإعراب)
الحمد لله خبر ومعناه الأمر، كأنه قال: احمدوا الله، وقيل في تقديره: قولوا: الحمد لله، فعلى هذا موضعه النصب، وقيل: أقول: الحمد لله، فعلى هذا يحتمل الرفع بتقدير ابتدائي الحمد، ويجوز في العربية نصب الدال، بتقدير: اجعل الحمد لله، واجعل لله الحمد، وقد بينا أن الفراء أجاز الكسر، وما قيل فيه.
وكسر رب، لأنه جعل صفة لله تعالى، ولو نصب أو رفع جاز على المدح.
* * *
(المعنى)
مخ ۲۰۶