والظلم والجور من النظائر، ونقيضه العدل، وأصله انتقاص الحق، وقيل: أصله وضع الشيء في غير موضعه، وقد صار في الشرع اسم ذم، يقال: فلان ظالم، قال الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين) وسبيله سبيل فاسق وكافر أنه منقول من اللغة إلى الشرع، وحد الظلم: إيصال الضرر إلى الغير من غير استحقاق أو نفع أو دفع ضرر أعظم منه، وفاعل الظلم ظالم، كما أن فاعل العدل عادل، وقيل: الظلم ضرب يستحق به الذم، ولا يطلق اسم ظالم على صاحب الصغيرة، ولكن يقال: ظالم لنفسه، واختلفوا فقال: أبو هاشم: لأنه فوت نفسه من الثواب بعدد ما قابل عقاب الصغيرة ، وقال أبو بكر الإخشيد: لأنه أضر بنفسه بما فعل من القبيح من غير استحقاق ولا عوض، قال أبو على: لأنه يجب عليه أن يتوب كلما تذكره، والأوجه الأول.
* * *
(الإعراب)
يقال: ما موضع فتكونا من الإعراب؟
قلنا: فيه قولان: أحدهما: أن تكون الفاء جواب النهي، فيكون موضعه نصبا.
والثاني: أن تكون الفاء عطفا على النهي، فيكون موضعه جزما، وكلاهما محتمل، والأول أظهر.
ويقال: بأي شيء انتصب الجواب بالفاء؟
قلنا: بإضمار أن كأنه قال: لا يكن منكما قرب بأن تكونا، وتقديره: لا يكن قرب فتكون من الظالمين.
ويقال: لم قال: وزوجك على لفظ التذكير، والمعنى مؤنث؟
قلنا: لأنه لما كانت الإضافة تلزم الاسم في أكثر الكلام كانت مبينة له، وكانت بطرح الهاء أفصح؛ إذ كانت أخف مع الاستغناء بدلالة الإضافة عن دلالة هاء التأنيث، وحكى الأصمعي أنه اختار ترك الهاء، وذكر أن أكثر كلام العرب عليه، وقال الكسائي: أكثر كلام العرب بالهاء، واختار المبرد قول الأصمعي، وهو الاختيار؛ لأن القرآن كله عليه.
يقال: لم بني (حيث) على الضم؟
قلنا: لأنه يشبه الغاية، فبني على الضم، نحو: من قبل ومن بعد.
مخ ۳۳۲