ويقال: لم دخلت الفاء في قوله: فيعلمون؟
قلنا: لأنها جعلت جوابا لما فيها من معنى الجزاء، كأنك إذا قلت: أما زيد فهو قائم، فتقديره مهما يكن من شيء فهو قائم.
ويقال : كيف جواب ماذا أراد الله بهذا مثلا؟
قلنا: فيه وجهان، وذكرهما سيبويه والأخفش: أحدهما: أن تجعل (ما) و(ذا) بمنزلة اسم واحد، فيكون جوابه نصبا.
والثاني: أن يكون (ذا) بمعنى (الذي) فيكون الجواب رفعا، وجاء القرآن بالتقديرين جميعا في: (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) وفي موضع آخر: (قالوا أساطير الأولين)
فالنصب كأنه قيل: أي شيء أنزل ربكم؟ وعلى الرفع: أي شيء الذي أنزل ربكم؟
ويقال: بم انتصب مثلا؟
قلنا: قال ثعلب: بأنه قطع، وقيل: انتصب بأنه تفسير، وقيل: بأنه حال.
* * *
(النزول)
قيل: لما ضرب الله تعالى المثلين للمنافقين، قالوا: الله أجل من أن يضرب هذه الأمثال، فنزلت هذه الآية، عن ابن عباس وابن مسعود.
وقيل: لما ضرب الله المثل بالذباب والعنكبوت تكلم قوم من المشركين، وعابوا ذكره، فأنزل الله هذه الآية، عن الحسن وقتادة.
* * *
(النظم)
يقال: كيف تتصل هذه الآية بما قبلها في ذكر المثل؟
مخ ۲۹۷