قلنا: يجوز فعل، وفعل بضم الفاء وكسرها، ولا يجوز فعل بفتح الفاء؛ لأن جمع فعل أفعل في القياس لا أفعال.
فأما الله، فقيل: أصله إله، حذفت الهمزة، وجعلت الألف واللام عوضا لازما، وصار الاسم بذلك كالعلم، هذا مذهب سيبويه، وقيل: أصله لاه، ألحقت بها الألف واللام فصار الله.
ويقال: مم اشتق؟
قلنا: قيل: إنه اسم موضوع غير مشتق، وليس يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا؛ إذ لو وجب ذلك لتسلسل، هذا مذهب الخليل وأبي علي. وقيل: إنه مشتق، ثم اختلفوا في اشتقاقه، فقيل: من التأله وهو التعبد، وقرأ ابن عباس: وإلهتك، أي عبادتك، قال الشاعر: سبحن واسترجعن من تأله أي من تعبد وتنسك، هذا قول جماعة منهم: النضر بن شميل، وقيل: هو مشتق من قولهم: ألهت إلى فلان، أي فزعت إليه، وقيل: هو مشتق من الوله، وهو التحير، يقال: أله يأله، إذا تحير عن أبي عمرو، وقيل: هو مشتق من قولهم: ألهت إليه، أي سكنت إليه عن المبرد، وقيل: اشتق من لاه، أي احتجبا.
والرحمن الرحيم: اسمان مشتقان من الرحمة، وأصل الرحمة: النعمة، وهما للمبالغة، إلا أن فعلان أشد مبالغة من فعيل؛ لأنه أشد عدولا، والرحمة هي الإنعام على المحتاج.
* * *
(الإعراب)
مخ ۲۰۱