بيان: وقال بعض إن تسكين النون يوجب مع كل نفس، وليس الصحيح كذلك، بل هو متى أراد الوقوف عليه، إذ يمكن القارئ أن يسرع في أخذ ما يتلو النفس، وليس بصحيح الوقوف متى أراد أن يتنفس، لا سيما في قراءة القرآن، فإن كثرة تقطيع (¬1) آيات القرآن بالسكون والتسكين مما ينقص من حلاوة سبكه ونظمه، هكذا (¬2) أخبرني والدي (¬3)
¬__________
(¬1) «تقطيع»: سقطت من الأصل.
(¬2) في الأصل: هذا، ولكن الذي أثبته من النسخة (ب) أنسب للمعنى.
(¬3) والد المؤلف هو الشيخ الرئيس أبو نبهان جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي، ولد سنة 1147ه، في قرية العلياء من وادي بني خروص، وتوفي بها في يوم الجمعة الثالث من شهر ذي الحجة من سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف (1237ه)، وقبره معروف بها.
وقد كان عالم عصره ووحيد زمانه، فكان المرجع الأوحد في حل المعضلات وفك المشكلات له مؤلفات كثيرة، أكثرها مخطوط إلى الآن، منها: مقاليد التنزيل - وهو تفسير سورة الفاتحة، وتفسير لبعض الآيات المتشابهة، وكتاب دقاق أعناق أهل النفاق، وكتاب إيضاح البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان، وكتاب الحج، وكتاب شرح حياة المهج، وغيرها. =
والشيخ جاعد - رحمه الله - كان عصاميا في تحصيل العلم، فلم يجلس عند عالم للتعلم، وإنما كان يباحث ويدارس علماء عصره، فكان يعتمد على نفسه في القراءة والمطالعة.
وقد تخرج على يديه العديد من العلماء ومشائخ العلم، منهم ابنه الشيخ ناصر - كما ذكرنا ذلك في التعريف بمؤلف هذا الكتاب، وابنه الشيخ خميس بن جاعد (1209-1307ه) وابن ابن أخيه الشيخ العالم منصور بن محمد بن ناصر بن خميس، وغيرهم. *- المرجع: بحث غير منشور، للشيخ كهلان بن نبهان الخروصي، عن الشيخ أبي نبهان عند تحقيقه لكتاب مقاليد التنزيل، كبحث تخرج بالمعهد، تحت إشراف د/ إبراهيم بن أحمد الكندي (بتصرف).
مخ ۷۷