وتقديره: فنحن بعد ذلك نكرمك بالزيارة.
بيان: والواو كالفاء في نصب الفعل المضارع بها في الجواب إذا كان بمعنى مع، نحو: لا تشرب اللبن وتأكل السمك، أي: لا تجمع أكل السمك مع شربك اللبن.
ونحو قول الناظم: لا تكرم الخل وتظهر الطمع (¬1) ، أي: لا تظهر الطمع بإكرامك للخل - والخل هو المحب الصديق- مع إكرامك له؛ فإنه قبيح، بل أكرمه ولا تظهر له مع ذلك أني أكرمك لأجل طمع أرجوه منك، فافهم.
بيان: وفي نسخة مائة عامل لم يورد غير أربعة عوامل (¬2) تنصب الفعل المضارع وهي الأصول. قال: «والسماعية منها أحد وتسعون عاملا، وتتنوع إلى ثلاثة عشر نوعا:
النوع الأول: حروف تنصب الفعل المضارع، وهى أربعة أحرف: أن، وكي، وإذن، ولن. نحو: أحب أن تقوم (¬3) ، وجئتك كي تعطيني حقي، وإذا تدخل الجنة- في جواب أسلمت -، ولن تفعل، انتهى النظم.
... لا تعص مولاك تفز ... مستمعي ... لا تعص مولاك تعذب ... اسمع
إذا حذفت الفاء الناصبة للفعل المضارع في الجواب من الجواب؛ جزمت الفعل المضارع؛ لأنه يكون جوابا لشرط مقدر، نحو: زرني تغنم، بجزم ميم.
تغنم، تقديره: إن تزرني تغنم.
ومثله قوله تعالى: {لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك} (¬4) ، بجزم نجب،
تقديره: إن أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك.
وهكذا (¬5) في العرض والتمني بليت أو غيره والاستفهام، إلا النفي فجوابه مرفوع.
وشرط الجزم بعد النهي أن يصح المعني إذا قدرت /14/
¬__________
(¬1) زاد في (ب): بنصب راء تظهر.
(¬2) زاد في الأصل هنا: ما.
(¬3) في (ب): أحب أن تضرب.
(¬4) النساء : 77 .
(¬5) في الأصل: « وهذا ».
مخ ۴۵