وقوله: "يقروه" القرى: ما يعد للضيف من النزول، وفيه دليل على وجوب الضيافة لمن نزل بقوم بدليل قوله: "فعليهم".
وقوله: "أن يعقبهم": قال ابن الأثير (١): إنه مشدد ومخفف قال: ومعناه أن يأخذ منهم، ويغنم من أموالهم، بمقدار قِراه، ومثله قوله تعالى: ﴿وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ﴾ (٢) أي: فكانت الغلبة لكم فغنمتم منهم. اهـ
قال الخطابي (٣): هذا في حال المضطر الذي لا يجد طعامًا، أو يخاف التلف على نفسه فله أن يأخذ من مالهم بقدر قِراه عوض ما حرموه من القرى، انتهى.
وادعى بعضهم أن هذا كان قبل فرض الزكاة، ثم نسخ.
قلت: ويأتي تحقيقًا البحث عند ذكر الضيافة إن شاء الله.
الخامس:
٥٧/ ٥ - وعَنْ أَبِي مُوسَى عبد الله بن قيس الأشعري ﵁ قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الغَيْث الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فكَانَت مِنْهَا طَائِفة طَيِّبة قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ [٩٢/ ب]، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ (٤) أَمْسَكَتِ