255

د تحبیر لپاره چې د تېرۍ ماناګانې روښانه کړي

التحبير لإيضاح معاني التيسير

پوهندوی

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

خپرندوی

مَكتَبَةُ الرُّشد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

ژانرونه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ﷺ أمن ما خاف منه الرسول ﷺ؛ لأن العلة تدور مع المعلول وجودًا وعدمًا، فبقيت السنة للجماعة لزوال العارض، فجاء عمر ﵁، أمر بصلاتها جماعة إحياء للسنة التي شرعها رسول الله ﷺ، وبهذا تعلم أن مفهوم البدعة لا ينطبق على فعل عمر ﵁. ويقول ابن تيمية ﵀: أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعة مع حسنها، وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية (أ). الثالثة: احتج بعض الناس بقول رسول الله ﷺ: "من سنّ في الإِسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء" على أن في الدين بدعة حسنة. أما الحديث: عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله ﷺ عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدق، فأبطؤا عنه، حتى رؤي ذلك في وجهه. قال: ثم إن رجلًا من الأنصار جاء بصرة من ورقٍ، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله ﷺ: "من سن في الإِسلام سنة حسنة فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإِسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء" (ب). الرد على الشبهة الثالثة: أقول: من سياق الحديث تعلم أن ما فعله الأنصاري إنما هو ابتداؤه الصدقة في تلك الحادثة، والصدقة مشروعة من قبل بالنص. فالسنة الحسنة هي إحياء أمر مشروع أهمل الناس العمل به، ففي عصرنا الحاضر لو أن إنسانًا أحيا سنة مهجورة يقال: أتى بسنة حسنة، ولا يقال أتى ببدعة حسنة. والخلاصة: أن الحديث لا متمسك به لمن قال: أن في الدين بدعة حسنة. الرابعة: حمل بعض الناس قوله ﷺ: "كل بدعة ضلالة" على المعاصي التي نهى عنها الشارع الحكيم، مثل: الزنى، والسرقة، والقتل وغيرها. = _________ (أ) انظر كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (ص ٢٧٥ - ٢٧٧). (ب) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٥٩ رقم ١٠١٧).

1 / 255