252

د تحبیر لپاره چې د تېرۍ ماناګانې روښانه کړي

التحبير لإيضاح معاني التيسير

پوهندوی

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

خپرندوی

مَكتَبَةُ الرُّشد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

ژانرونه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الخامس: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله حجب التوبةَ عن كل صاحب بدعةٍ" وهو حديث صحيح (أ). قال الشيخ علي محفوظ (ب): قد وصفت البدعة وأهلها في لسان الشرع وأهله بصفات محذورة ومعان مذمومة، تقضي بأن يكون معناها ما ذهب إليه أصحاب الطريقة الأولى، وهو: أن يكون الابتداع مشاركة للشارع في التشريع، ومضاهاة له في سن القوانين وإلزام الناس السير على مقتضاها. اهـ. أقول: بما قدمت من الأدلة، وبما جرى عليه أفهام السلف الصالح تعلم أن البدعة في الدين لا تقسم إلى الأحكام الخمسة، وأن المبتدع معاند للشرع، ومشاق له، لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقًا خاصة على وجوه خاصة، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وأخبر أن الخير فيها، وأن الشر في تعديها إلى غير ذلك، لأن الله يعلم ونحن لا نعلم، وأنه إنما أرسل الرسول ﷺ رحمة للعالمين، فالمبتدع رادٌ لهذا كله، فإنه يزعم أن ثم طرقًا أخر، ليس ما حصره الشارع بمحصور، ولا ما عينه بمتعين، كأن الشارع يعلم، ونحن أيضًا نعلم، بل ربما يفهم من استدراكه الطرق على الشارع، أنه علم ما لم يعلمه الشارع. وهذا إن كان مقصودًا للمبتدع فهو كفر بالشريعة والشارع، وإن كان غير مقصود، فهو ضلال مبين (جـ). ٤ - شبهات محسني البدع والرد عليها: الأولى: احتج بعض الناس بالأثر الذي صح عن ابن مسعود ﵁ أن في الدين بدعة حسنة: أما الأثر: عن ابن مسعود ﵁ فقوله: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمَّد ﷺ خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمَّد ﷺ فوجد = _________ (أ) أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٤٢٠٢) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٨٩): ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/ ٢٥ رقم ٥٢). وانظر "الصحيحة" رقم (١٦٢٠) والبدع لابن وضاح رقم (١٤٩). (ب) في كتابه: "الإبداع في مضار الابتداع" (ص ١٠٨). (جـ) "الاعتصام" للشاطبي (١/ ٤٩) ط: المعرفة.

1 / 252