وقوله: "لن يفترقا" كذا في الجامع (١) وفي الترمذي (٢): "ولن" بزيادة الواو.
واعلم أن حديث زيد بن أرقم سيأتي للمصنف في حرف الفاء فضل أهل البيت من رواية مسلم في صحيحه (٣) وفيه زيادة، وقد اختلف العلماء في المراد من التوصية بهم وبالكتاب.
فأما الكتاب فالاتفاق واقع بأنه توصية بالعمل به والانقياد لأحكامه والاتعاظ بمواعظه وغير ذلك من توقيره وتعظيمه وتلاوته وتعلمه وتعليمه، وأنه حجة يَنجي من الضلالة [والردة] (٤) أو يهدي إلى السلامة في الأولى والأخرى، وأن المتمسك به لا يضل أبدًا.
وأما أهل البيت فحمله طائفة كبيرة على أن المراد بالتوصية [٥٣ أ/ ج] والإخبار بأن المتمسك بهم لن يضل أبدًا هو المتمسك بما أجمعوا عليه (٥)، وأنه حجة يجب اتباعهم، ولا يجوز العدول عنها، قالوا: بدليل أن أفرادهم غير معصومين، وبدليل أنه لا حجة قائل بأن الواحد منهم حجة، وإن قيل به في علي ﵇، وأن كلامه حجة، لكن الحكم في الحديث عام لكل فرد منهم. قالوا: ومعنى أنهم لا يفارقون الكتاب أن إجماعهم حجة أبدًا، وأنهما لن يفترقا في