============================================================
9 وقال الحسن : دخل بعض الفقراء إلى بلاد الروم فراى جارية فافتتن بها فحطبها فأبوا أن يزوجوه حتى يتنمير، فأجابهم إلى ذلك ، فأحضروا له القسيسين وتنصر فخرجت الجارية وبصقت في وجهه، وقالت : ياويحك، تركت دين الحق لشهوة فكيف لا أترك أنا دين الباطل للنعيم المقيم الأبدى ؟ أنا أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
وابى بعض الصالحين بطبيب نصرابى فى مرضه فصاح أخرجوه عنى، ثم قال : الهى وعزتك لو صببت علي كل بلاء فى الدنيا لم أبال بعد أن لاتعذينى بالكفر . من سلحت خامته ختمت سلامته وتمت كرامته، ماأتم الرجال بخواتم الآجال ، صفار الحدود من حذار الصدود ، والدموع السواكب من خوف العواقب : منقطع عنك كان متصلا ونازح بالفتاه فارزتحلا يا أيها المغرور بأحواله المعجب بأعماله ، على يد أى نقيب عرضت ، وفى أى الدواوين رسمت، وبأى النداء نوديت، فمن كان حلاله مبهما عنه فأولى به الخوف والوجل والحياء والحجل: وكان يحيى بن معاذ يبكى ويقول : الهى ليس يبكينى اليوم ذنب وإن عظم، وإما يبكينى حالتى التى لا أدرى كيف أنابها عندك . إلهى العياذ بذكرك من مكرك، والاستعانة على قدرك بقدرك لاتبل قلبى بالفراق، فإنه يارب أضعف من بلى بفراق.
اللهم اجعل الأيمان لنا سراجا ولا تجمله لنا استدراجاء اجعله لنا سلما إلى جنتك، ولا تجمله مكرا إلى مشيئتك، إنك انت الحليم الفقور ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وحبه وسلم
مخ ۹۵