============================================================
الشرك قتام ، وسطع من غير الكفر ظلام؛ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يناضل بالحجج والسنان والحسام، وبقاتل فى سبيل الله بعزم واهتمام، حتى انقشع عن سماء الحق تراكم الغمام ، وطلع من آفق الإيمان بدر التمام ، وأظهر حجج الله تعالى ، وبين الحلال والحرام ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأمحابه البررة الكرام ما وكف (1) قطر واضطرب نهر.
وانفتح زهر ومال غصن وغرد حمام.
فى قول الله عز وجل (تبارك اشم ربك ذى الجلال والاكرام) .
تبارك: من البركة، والبركة الدوام والبقاء وكثرة الخير والنفع ، والحق حبحانه وتعالى
دائم البقاء كثير الخير دائم المعروف سبحانه، ويقال تبارك : أى تعاظم ربك ذوالجلال .
والجلال وصف العز والكبرياء والعظمة والعلو والرفعة، ومعناها فى وصف الله تعالى تيزبهه عن مشابهة الخلق وتقديسه عن النقص، وتعاليه عن إدراك الوهم وتمام سلطانه، وأنه ذو السطوة والقهر ، ومعنى الإكرام وصف الجال والرحمة والرأفة والبر، وأنه ذو المغذة والعفو فإن االك من هيبته يخشى فتوجب الرهبة، ورأفته توجب الرغبة ليكون العبد بين خوف ورجاء وقبض وبسط وهيبة وأنس ومحو(4) وصحو(3).
قال اله تعالى: (ثم تنزيل الكتاب ين الفله العزيز القلم : فأفر الذانب وقابلى الثونب شدبد اليقاب ذى الظول لا إله إلأ هو إلينو المصير). ح أقسم بحلمى، م أقسم
بمجدى ، فمن الجال المجد والحلم ، ومن الجلال العز والعلم ، ثم من الجمال غافر الذنب وقابل التوب، ثم من الجلال شديد العقاب، ثم من الجمال ذى الطول : أى الفضل؛ ردآدك بين خوفه ورجائه وآقامك بين رأفته و كبرياثه ، قارتع بسرك على بساط ثدائه و تنعم بقلبك فى رياض اسمائه .
فيح: باشم من تهوى ودعنى من الكنى فلا خير فى الذات من دونها ستر لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه ، فلا راحة له اليوم إلا فى ذكره لمولاء فإنه نعيم قلبه- (1) وكف : يعنى مانزل القطر: (2) الحو: ملستره الحق ونفاه.
(3) الصحو : هو الرجوع إلى الإحساس بعد الغيبة .
مخ ۱۹