17

قضاء الحاجة

لقد أباح الله لعباده الطيبات من الرزق، وحذرهم من الإسراف فقال تعالى: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا }[الأعراف:31] ويلزم من الأكل والشراب احتياج الإنسان إلى الاستفراغ، فجاء الإسلام ليعلمنا مكارم الأخلاق في جميع الأحوال، قال بعض الصحابة: لقد علمنا رسول الله كل شيء حتى كيفية قضاء الحاجة.

ونذكر من الآداب التي حث عليها الشارع ما يلي:

التواري والبعد عن الناس: لما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليفعل، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم)) .

التعوذ قبل أن يدخل محل قضاء الحاجة: فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) والخبث جمع خبيث من الجن ، والخبائث جمع خبيثة من الجن.

تنحية ما فيه ذكر الله: كالمصحف والخاتم وغيرهما، لما روي أن النبي كان يضع خاتمه عند قضاء الحاجة، وكان مكتوبا فيه: محمد رسول الله .

الاستتار حال قضاء الحاجة: لحديث: ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض)) .

تجنب المواضع التي نهي عن قضاء الحاجة فيها: وقد جمعها من قال:

ملاعنها نهر وسبل ومسجد

ومسقط أثمار وقبر ومجلس

وذلك لما ورد عن جابر -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله أن يبال في الماء الجاري وقال: ((اتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق)) .

ونهى عن البول بأبواب المساجد ، ونهى عن الجلوس على القبر لحرمته، والبول عليه مناف لحرمته.

ويكره للرجل أن يبول قائما إلا من عذر: لحديث عائشة قالت: ((من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه إنما كان يبول قاعدا)) .

يكره استقبال القبلة واستدبارها: لحديث: ((إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبلن القبلة ولا يستدبرها)) .

مخ ۱۷