[124] واما الفلاسفة فلما وضعوا الموجود المتحرك ليس لكليته مبدأ لم يلزمهم هذا الشك وأمكنهم ان يعطوا جهة صدور الموجودات الحادثة عن موجود قديم . ومن حجتهم فى ان الموجود المتحرك ليس له مبدأ ولا حادث لكليته انه متى وضع حادثا وضع موجودا قبل أن يوجد فان الحدوث حركة والحركة ضرورة فى متحرك سواء وضعت الحركة فى زمان أو فى الآن وأيضا فان كل حادث فهو ممكن الحدوث قبل ان يحدث وان كان المتكلمون ينازعون فى هذا الاصل فسياتى الكلام معهم فيه والامكان لا حق ضرورى من لواحق الموجود المتحرك فيلزم ضرورة إن وضع حادثا ان يكون موجودا قبل أن يوجد وهذا كله كلام جدلى فى هذا الموضع ولكنه أقنع من كلام القوم
[125] فقول ابى حامد ولو كان الله ولا عيسى مثلا ثم كان الله وعيسى لم يتضمن اللفظ الا وجود ذات وعدم ذات ثم وجود ذاتين وليس من ضرورة ذلك تقدير شىء ثالث وهو الزمان صحيح .
[126] الا انه يجب ان يكون تأخره عنه ليس تأخرا زمانيا بالذات بل ان كان فبالعرض اذ كان المتأخر فتقدمه الزمان أعنى من ضرورة وجوده تقدم الزمان وكونه محدثا والعالم لا يعرض له مثل هذا ضرورة الا ان كان جزءا من متحرك يفضل الزمان عليه من طرفيه كما عرض لموسى وسائر الاشخاص الكائنة الفاسدة وهذا كله ليس يبين ههنا ببرهان وانما الذى يتبين ههنا ان المعاندة غير صحيحة وما حكاه بعد من حجة الفلاسفة فليس بصحيح
مخ ۶۹