[133] ولما فحصوا عن مبادى هذه ظهر لهم انه يجب ان تكون مبادئها المحركة لها موجودات ليست باجسام ولا قوى فى أجسام أما كون مبادئها ليست باجسام فلانها مبادى أول للاجسام المحيطة بالعالم وأما كونها ليست قوى فى اجسام الاجسام شرط فى وجودها كالحال فى المبادى المركبة ههنا للحيوانات فلان كل قوة فى جسم عندهم هى متناهية اذ كانت منقسمة بانقسام الجسم وكل جسم هو بهذه الصفة فهو كائن فاسد اعنى مركبا من هيولى وصورة الهيولى شرط فى وجود الصورة وايضا لو كانت مبادئها على نحو مبادى هذه لكانت الاجرام السماوية مثل هذه فكانت تحتاج الى أجرام أخر اقدم منها .
[134] ولما تقرر لهم وجود مبادى بهذه الصفة اعنى ليست أجساما ولا قوى فى جسم وكان قد تقرر لهم من امر العقل الانسانى ان للصورة وجودين وجود معقول اذا تجردت من الهيولى ووجود محسوس اذا كانت فى هيولى مثال ذلك ان الحجر له صورة جمادية وهى فى الهيولى خارج النفس وصورة هى ادراك وعقل وهى المجردة من الهيولى فى النفس وجب عندهم ان تكون هذه الموجودات المفارقة باطلاق عقولا محضة لانه اذا كان عقلا بما هو مفارق لغيره فما هو مفارق باطلاق أحرى ان يكون عقلا .
مخ ۲۱۴