[102] واول من استنبط هذه العبارة هو ابن سينا اعنى قوله ممكن الوجود من ذاته واجب من غيره وذلك ان الامكان هو صفة فى الشىء غير الشىء الذى فيه الامكان فيقتضى ظاهر هذا اللفظ ان يكون ما دون الاول مركبا من شيئين اثنين احدهما المتصف بالامكان والثانى المتصف بوجوب الوجود فهى عبارة ردية .
[103] ولكن تذا فهم منه المعنى الذى قلناه لم يلحق الشك الذى الزمه اياه ابو حامد وانما يبقى عليه هل اذا فهم من المعلول الاول امكان وجوده هل يقتضى له ان يكون مركبا ام لا لانه ان كانت الصفة اضافية لم تقتض له التركيب وليس كل شىء يعقل فيه احوال متغايرة يقتضى ان تكون الاحوال صفات زائدة على ذاته خارج النفس فان هذا حال الأعدام وحال الاضافات ولذلك لم ير قوم من القدماء ان يعدوا مقولة الاضافة فى الموجودات خارج النفس اعنى العشر مقولات وابو حامد يوجب فى قوله ان كل ما كان له مفهوم زائد انه يقتضى معنى زائدا خارج النفس بالفعل وهو غلط وقول سفسطانى وذلك بين من قوله وبالجملة الوجود امر عام ينقسم الى واجب والى ممكن فان كان فصل احد القسمين زائدا على العام فكذلك الفصل الثانى لا فرق
مخ ۱۹۸