[85] فاما ان حركاتها يلزم عنها افعال محدودة بها قوام ما ههنا وحفظه من الحيوان والنبات والجماد فذلك معروف بنفسه عند التأمل فانه لو لا قرب الشمس وبعدها فى فلكها المائل لم يكن ههنا فصول اربعة ولو لم يكن ههنا فصول اربعة لما كان نبات ولا حيوان ولا جرى الكون على نظام فى كون الاسطقسات بعضها من بعض على السواء لينحفظ لها الوجود مثال ذلك انه اذا بعدت الشمس الى جهة الجنوب برد الهواء فى جهة الشمال فكانت الامطار وكثر كون الاسطقس المائى وكثر فى جهة الجنوب تولد الاسطقس الهوائى وفى الصيف بالعكس اعنى اذا صارت الشمس قرب سمت رؤسنا وهذه الافعال التى تلفى للشمس من قبل القرب والبعد الذى لها دائما من موجود موجود من المكان الواحد بعينه تلفى للقمر ولجميع الكواكب فان لكلها افلاكا مائلة وهى تفعل فصولا اربعة فى حركاتها الدورية واعظم من هذه كلها فى ضرورة وجود المخلوقات وحفظها الحركة العظمى اليومية الفاعلة لليل والنهار وقد نبه الكتاب العزيز على العناية بالانسان لتسخير جميع السماوات له فى غير ما آية مثل قوله سبحانه سخر لكم الليل والنهار الآية .
مخ ۱۸۹