تهافت التهافت

Ibn Rushd d. 595 AH
163

تهافت التهافت

تهافت التهافت

ژانرونه

[43] لكن الفلاسفة تزعم ان من الموجودات ما فصولها الجوهرية فى الحركة كالرياح وغير ذلك وانما السماوات وما دونها هى من هذا الجنس من الموجودات التى وجودها فى الحركة واذا كان ذلك كذلك فهى فى حدوث دائم لم يزل ولا يزال وعلى هذا فكما ان الموجود الازلى احق بالوجود من الغير الازلى كذلك ما كان حدوثه ازليا أولى باسم الحادث مما حدوثه فى وقت ما.

[44] ولو لا كون العالم بهذه الصفة أعنى ان جوهره فى الحركة لم يحتج العالم بعد وجوده الى البارئ سبحانه كما لا يحتاج البيت الى وجود البناء بعد تمامه والفراغ منه الا لو كان العالم من باب المضاف كما رام ابن سينا ان يبينه فى القول المتقدم وقد قلنا نحن ان ما رام من ذلك هو صادق على صور الاجرام السماوية .

[45] وان كان هذا هكذا فالعالم مفتقر الى حضور الفاعل له فى حال وجوده من جهة ما هو فاعل بالوجهين جميعا أعنى لكون جوهر العالم كائنا فى الحركة وكون صورته التى بها قوامه ووجوده من طبيعة المضاف لا من طبيعة الكيف اعنى الهيئات والملكات المعدودة فى باب الكيف فان كل ما كانت صورته داخلة فى هذا الجنس ومعدودة فيه فهو اذا وجد وفرغ وجوده مستغن عن الفاعل فهذا كله يحل لك هذا الاشتباه ويرفع عنك الحيرة التى تنشأ للناس من هذه الاقاويل المتضادة

مخ ۱۶۸