تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
ژانرونه
[190]
والورع والزهد. فلما مات التقى سليمان ذكر للقضاء والنظر في أوقافهم، فتوقف في القبول، ثم استخار الله تعالى وقبل بعد أن شرط أن لا يلبس خلعة حرير ولا يركب في المواكب ولا يقتني مركوبا. فأجيب إلى ذلك، ثم لبس الخلعة وتوجه إلى الجامع الأموي ماشيا، ومعه الأعيان. فقرئ تقليده في سادس عشر صفر سنة عشر وسبع مئة - وتاريخ تقليده من سادس ذي الحجة - بحضور القضاة والحاجب والأعيان. ثم مشوا معه، وعيله الخلعة، إلى دار السعادة. فسلم على النائب، ثم خلع الخلعة وتوجه إلى الصالحية. ثم نزل من الغد إلى الجوزية فحكم بها على عادة من تقدمه، واستناب بعد أيام الشيخ شرف الدين بن الحافظ. وكان من قضاة العدل مصمما في الحق. وقد حدث وسمع منه جماعة، وخرج له المحدثون تخاريج عدة، وحج ثلاث مرات ثم لما حج الرابعة، في سنة ست وعشرين، مرض في الطريق بعد رحيلهم من العلا، فورد المدينة الشريفة يوم الاثنين سادس عشرين ذي القعدة، وزار الضريح النبوي، وصلى في مسجده، وكان سباقا إلى ذلك، وكان قد تمنى موته هناك لما مات رفيقه في بعض الحجات شرف الدين بن نجيح ودفن بالبقيع شرقي قبر عقيل رضي الله عنه، وغبطه بذلك. فلما كان عشية ذلك اليوم ليلة الثلاثاء رابع عشرين الشهر توفي، وصلي عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروضة، ثم دفن بالبقيع إلى جانب قبر شرف الدين نجيح المذكور، فرحمه الله تعالى. وقد ذكر له الصفدي في الوافي ترجمة مهمة.
مخ ۲۹۷