تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
ژانرونه
[133]
سنة خمس وسبع مئة. مولده في سنة أربع وأربعين وست مئة بأذرعات، وتفقه على الشيخ رشيد الدين البصروي وأخذ على النحو عن بدر الدين بن مالك. ولما قدم من أذرعات كان سنه دون العشرين بقليل فقرأ القرآن بالجامع الأموي على الشيخ يحيى بن المنيحي في مدة يسيرة فيما قيل دون ستة أشهر، ثم اشتغل بالفقه، وتوجه إلى حلب، ودرس بها بالحلاوية، وأفتى، ثم انتقل إلى دمشق ودرس بالزنجيلية، والشبلية البرانية، والعلمية، وفي سنة خمس وسبع مئة ولي القضاء بدمشق، وكانت ولايته سنة كاملة، واتفق أنه عزل ابن حبيب به وولي، فلما كان في أثناء ولايته ذكر الشرف بن بشارة في درس الظاهرية عند ابن الحريري أنه رأى البارحة كأن قائلا يقول: ولاية الأذرعي عام فضبط ذلك عليه، فمضت السنة ولم يعزل. فلما كان بعد أيام وصل الخبر بعزله وتولية الصدر علي، فحسب فكان يوم ولي الصدر علي بمصر تغليق السنة من ولاية الأذراعي. وكان سبب عزله أقضى القضاة شمس الدين بن العز فإنه كان له بيت بالمدرسة النورية، وكان فيه حوائج وقماش لحموه ولورثته وهو مغلوق، فجاء الأذرعي وفتحه بغير إذن أربابه. فقام شمس الدين المذكور إلى قاضي القضاة تقي الدين سليمان الحنبلي وأثبت ذلك عنده فحكم بفسقه وانعزاله، وجهز المكتوب إلى القاهرة فقدم للسلطان فعزله وولي الصدر علي. وتوفي في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر رجب سنة اثنتي عشرة وسبع مئة بالقاهرة.
مخ ۲۱۸