216

تغر بسام

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[132]

تعاوده مدة، واختلف في النقل عنه في وقاعها فقال لي بعض من سأله عن ذلك أنه قال نعم، وبعضهم أنكره. وتوفي يوم الجمعة تاسع عشر رجب الفرد سنة خمس وأربعين وسبع مئة رحمه الله تعالى.

شمس الدين الحريري

ثم ولي القضاء بعد فقد قاضي القضاة حسام الدين الرازي المذكور في وقعة التتار قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن ابن عبد الوهاب الأنصاري المعروف بابن الحريري حافظ الهداية. مولده بدمشق في عاشر صفر سنة ثلاث وخمسين وست مئة، وقرأ الفقه على الشيخ عماد الدين بن الشماع، وعلى الشيخ رشيد الدين البصروي، وتفقه عليه جماعة منهم قاضي القضاة برهان الدين بن عبد الحق وأخوه الشيخ شهاب الدين والشيخ شمس الدين بن هاشم، وشرح الهداية وعلق فوائد فقهية، وولي تدريس المدرسة الخاتونية البرانية في سنة ثمان وتسعين وست مئة، وولي القضاء بدمشق في يوم الاثنين ثاني شهر رمضان سنة تسع وتسعين وست مئة، واستناب أقضى القضاة شمس الدين بن العز، وذكر الدرس بالخاتونية، ودرس بالفرخشاهية أيضا قديما في سنة إحدى وثمانين وست مئة، ودرس بالظاهرية أخيرا عوضا عن القاضي شمس الدين الملطي في ثاني عشر القعدة سنة سبع مئة ثم عزله قاضي القضاة جلال الدين، وكانت هذه العزلة غير صحيحة فإنها لم تكن من السلطان وإنما كانت من الوزير والنائب. ولهذا أحكام جلال الدين لا تنفذ. ثم في يوم الثلاثاء خامس جمادى الآخرة سنة إحدى وسبع مئة أعيد إلى القضاء بتقليد السلطان، فصارت المدة التي لا تنفذ فيها أحكام حلال ستة أشهر وثمانية وعشرين يوما. ودرس بالمرشدية والصادرية وفي ثامن شهر ربيع الأول سنة عشر وسبع مئة وصل البريد بطلبه إلى القاهرة حاكما، وتوجه يوم الاثنين العشرين من الشهر المذكور. وحكى من يوثق به أنه امتنع عن ركوب البريد وركب بغلته. وتوفي في مصر على القضاء في يوم السبت خامس جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.

مخ ۲۱۶