تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
ژانرونه
[131]
الدين السروجي. ولما لبس الخلعة من عند السلطان ونزل إلى القاهرة للحكم والسروجي في بيته بالمدرسة خرج يتلقاه إلى صحن المدرسة، فلما سلم عليه قال السروجي له: أشتهي من إحسان مولانا أن يتفضل علي بالبيت الذي أنا فيه بهذه المدرسة فإن الأولاد ألفوا به. وكان قاضي القضاة حسام الدين لا يعلم أن السروجي ساكن في المدرسة. فقال له: مولانا! أنت ساكن بهذه المدرسة؟ فقال: نعم. فوقف مكانه وقال له: لك علي أن لا أدخلها لا حاكما ولا مدرسا. ثم رجع منها وراح إلى مدرسة أخرى غيرها فجلس بها وحكم. فكان السروجي يقول: ما رأيت مثل هذا الرجل، كنت أتمنى أن يترك لي بيتا في مدرسته ترك لي البيت والمدرسة وخرج ولم يحكم في مكاني الذي كنت أحكم فيه. فلما أقبل لاجين عاد إلى دمشق في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين على عادته في القضاء والتدريس وغير ذلك، فلما كانت سنة تسع وتسعين وجرت الفتنة العامة من التتار وهي وقعة قازان ملك التتار، خرج قاضي القضاة حسام الدين المذكور للقاء العدو والغزو وشهد المصاف وفقد في الوقعة ولا يعرف خبره، وقيل إن غلامه كان آخر عهده به أنه قال له: اسقني. فسقاه، ثم حمل في العدو وغاب عن الغلام. وكان ولده يتوقع مجيئه وربما قال له بعض الفرنج في وقت إنه مأسور بقبرص، وأنه طلب منه ذهبا كثيرا حتى يفتكه به والله أعلم بما كان من أمره رحمه الله تعالى.
مخ ۲۱۴