173

تفسیر قرآن کریم (ابن قیم)

تفسير القرآن الكريم (ابن القيم)

پوهندوی

مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف الشيخ إبراهيم رمضان

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٠ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

فأول مراتبها: علم ومعرفة، واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته. وثانيها: تكلمه بذلك ونطقه به. وإن لم يعلم به غيره، بل يتكلم هو به مع نفسه، ويذكرها وينطق بها، أو يكتبها. وثالثها: أن يعلم غيره بما شهد به، وبخبره به، ويبينه له. ورابعها: أن يلزمه بمضمونها، ويأمره به. فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية، والقيام بالقسط: تضمنت هذه المراتب الأربع: علم الله سبحانه بذلك، وتكلمه به، وإعلامه، وإخباره خلقه به، وأمرهم وإلزامهم به. أما مرتبة العلم: فإن الشهادة بالحق تتضمنها ضرورة، وإلا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به. قال الله تعالى: ٤٣: ٨٦ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وقال النبي ﷺ: «على مثلها فاشهد» وأشار إلى الشمس. وأما مرتبة التكلم والخبر: فمن تكلم بشيء وأخبر به فقد شهد به. وإن لم يتلفظ بالشهادة. قال تعالى: ٦: ١٥٠ قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا. فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وقال تعالى: ٤٣: ١٩ وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثًا، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ فجعل ذلك منهم شهادة، وإن لم يتلفظوا بلفظ الشهادة، ولم يؤدوها عند غيرهم. قال النبي ﷺ: «عدلت شهادة الزور الإشراك بالله» «١» وشهادة الزور: هي قول الزور، كما قال تعالى: ٢٢: ٣١ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ: حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ وعند هذه الآية قال رسول الله ﷺ: «عدلت شهادة الزور الإشراك بالله» فسمى قول الزور شهادة. وسمى الله تعالى إقرار العبد على نفسه شهادة، قال تعالى:

(١) أخرجه الترمذي عن خريم بن فاتك بلفظ: عدلت شهادة الزور بالشرك.. برقم ٢٣٠٠.

1 / 178