178

تفسیر السمعاني

تفسير السمعاني

پوهندوی

ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم

خپرندوی

دار الوطن

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ- ١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

الرياض - السعودية

﴿الْحَرْث والنسل وَالله لَا يحب الْفساد (٢٠٥) وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ الله أَخَذته الْعِزَّة بالإثم فحسبه جَهَنَّم ولبئس المهاد (٢٠٦) وَمن النَّاس، من يشري نَفسه ابْتِغَاء مرضات الله وَالله رؤوف﴾ وَقَالَ مُجَاهِد: ﴿أَلد الْخِصَام﴾ أَي: الظَّالِم فِي الْخُصُومَة.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿وَإِذا تولى سعى فِي الأَرْض ليفسد فِيهَا﴾ فِيهِ نزلت الْآيَة أَيْضا؛ فَإِنَّهُ خرج من عِنْد النَّبِي فَرَأى حمارا فعقره، وَمر بزرع فأحرقه فَهَذَا معنى قَوْله: ﴿سعى فِي الأَرْض ليفسد فِيهَا وَيهْلك الْحَرْث والنسل﴾ فالحرث: الزَّرْع. والنسل: ولد كل دَابَّة. ﴿وَالله لَا يحب الْفساد﴾ أَي: لَا يرضى الْفساد، وَقيل: من الْفساد: كسر الدِّرْهَم، وشق الثَّوْب من غير مصلحَة.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ الله أَخَذته الْعِزَّة بالإثم﴾ فِيهِ نزلت الْآيَة أَيْضا. ﴿وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ الله أَخَذته الْعِزَّة﴾ أَي: حمية الْجَاهِلِيَّة ﴿بالإثم﴾ أَي: بالظلم، والعزة: التكبر والمنعة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿فِي عزة وشقاق﴾ . وَعَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كفى بِالْمَرْءِ إثمان أَن يُقَال لَهُ: اتَّقِ الله، فَيَقُول: أَنْت الَّذِي تَأْمُرنِي بالتقوى. وروى أَنه قيل لعمر بن الْخطاب ﵁: اتَّقِ الله. فَوضع خَدّه على الأَرْض تواضعا لله. وَفِي رِوَايَة قيل لعمر: اتَّقِ الله: فَأنْكر الْمُغيرَة بن شُعْبَة على قَائِله، فَقَالَ عمر: إِنَّكُم لَا تزالون بِخَير مَا قَالُوا ذَلِك لنا، وَقَبلنَا مِنْهُم. وَقَوله تَعَالَى: ﴿فحسبه جَهَنَّم﴾ أَي: كافيه. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس. (وتملأ بيتنا أقطا وَسمنًا ... وحسبك من غنى شبع وروى) وَقَوله تَعَالَى: ﴿ولبئس المهاد﴾ المهاد: كل فرَاش يسْتَقرّ الْمَرْء عَلَيْهِ.

1 / 208