175

تفسیر السمعاني

تفسير السمعاني

پوهندوی

ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم

خپرندوی

دار الوطن

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ- ١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

الرياض - السعودية

﴿أُولَئِكَ لَهُم نصيب مِمَّا كسبوا وَالله سريع الْحساب (٢٠٢)﴾ وَقَالَ قَتَادَة: ﴿فِي الدُّنْيَا حَسَنَة﴾ يَعْنِي: الْعَافِيَة، ﴿وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة﴾ يَعْنِي: الْعَاقِبَة. وروى أنس عَن النَّبِي: " أَنه عَاد مَرِيضا قد أنهكه الْمَرَض حَتَّى صَار كالفرخ، فَقَالَ لَهُ ﵇ بِمَ كنت تَدْعُو؟ فَقَالَ الرجل: قلت: اللَّهُمَّ إِن كنت معاقبي بِشَيْء فِي الْآخِرَة فعجله لي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ الله، مَا تطِيق ذَلِك، هلا قلت: ﴿رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة﴾ ". وَقيل: كَانَ هَذَا أَكثر دُعَاء رَسُول الله. وَقَوله تَعَالَى: ﴿وقنا عَذَاب النَّار﴾ أَي: اصرف عَنَّا عَذَاب النَّار.
قَوْله تَعَالَى: ﴿أُولَئِكَ لَهُم نصيب﴾ أَي: الاستجابة ﴿مِمَّا كسبوا﴾ من الدُّعَاء. ﴿وَالله سريع الْحساب﴾ قَالَ أهل التَّفْسِير: يُحَاسب الْعباد أسْرع من لمح الْبَصَر. وَقَالَ أهل الْمعَانِي: يُحَاسب الْعباد من غير تَدْبِير وَلَا رُؤْيَة؛ لكَونه عَالما بِمَا للعباد، وَمَا على الْعباد فَلَا يحْتَاج إِلَى رُؤْيَة. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: مَعْنَاهُ: أَن الله آتٍ بالقيامة عَن قريب، فَإِن مَا هُوَ كَائِن لَا محَالة فَهُوَ قريب، فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى قرب الْقِيَامَة.

1 / 205