وبعض النبات ينبت إذا غرس، وبعضه إذا زرع، ومنه ما ينبت من تلقاء نفسه. والنبات المغروس إما يقطع من أصله فيغرس، وإما من قامته، وإما من أغصانه أو قضبانه أو بزره، أو كله؛ أو إذا دقت قطع صغار منه. ومنه ما يغرس فى الأرض، ومنه ما يغرس فى الشجر مثل الشىء الذى يطاعم. وإنما ينبغى أن يطاعم الشجر بما يشبه ويشاكله، لأنه إذا فعل ذلك نما نموا حسنا، أعنى أن يطاعم التفاح مع الكمثرى ، والتين مع التين، والكرم مع الكرم وقد يطاعم الشجر مع الشجر المختلف الجنس كالفستق فى اللوز، والبطم بالزيتون، والعليق فى أشجار كثيرة، والشجر البرى مع البستانى. والنبات كله لا يخرج بزرا شبيهة ببزره، لكن من النبات ما يخرج بزرا أجود من بزره. ومنه ما يخرج البزر الردىء شجرا جيدا كاللوز المر والرمان الحامض ومنه ما إذا ضعف لم يخرج بزرا أصلا مثل الصنوبر والنخل. وليس ينبت من البزر الردىء نبات جيد بسهولة، ومن البرز الجيد نبات ردىء. وأما فى الحيوان فقد يتولد من الردىء جيد ومن الجيد ردىء.
مخ ۲۵۹