{ وخلق منها } الظاهر أنها منشأة من آدم نفسه ويحتمل أن يكون المعنى في قوله: منها، من جنسه لا من نفسه حقيقة بل اشتركا في الإنسانية.
{ وبث منهما } أي من تلك النفس وزوجها أي نشر وفوق في الوجود. ويقال: أبث الله الخلق رباعيا وبث ثلاثيا.
{ رجالا كثيرا ونسآء } أي كثيرة وحذف الوصف لدلالة ما قبله عليه. وقرىء وخالق وباث باسم الفاعل على إضمار وهو.
{ واتقوا الله } كرر الأمر بالتقوى تأكيدا الأول. وقيل: لاختلاف التعليل، وذكر أولا الرب الذي يدل على الإحسان والتربية، وثانيا الله الذي يدل على القهر والهيبة، بنى أولا على الترغيب، وثانيا على الترهيب، كقوله:
يدعون ربهم خوفا وطمعا
[السجدة: 16]، وقرىء تسألون بتشديد السين أصله تتسألون فأدغم التاء في السين، وقرىء تساءلون بتخفيف السين على حذف التاء الثانية.
قال ابن عطية: وذلك لأنهم حذفوا التاء الثانية تخفيفا وهذه تاء تتفاعلون تدغم في لغة وتحذف في أخرى لاجتماع حروف متقاربة.
قال أبو علي: فإذا اجتمعت المتقاربة خففت بالحذف والإدغام والإبدال كما قالوا في طس طست فأبدلوا من السين الواحدة تاء إذ الأصل طس. قال:
حن إليها كحنين الطس
" انتهى ".
ناپیژندل شوی مخ