{ إن مثل عيسى عند الله } الآية قال ابن عباس وغيره:
" جادل وفد نجران النبي صلى الله عليه وسلم في أمر عيسى وقالوا: بلغنا أنك تشتم صاحبنا، وتقول: هو عبد. فقال صلى الله عليه وسلم: وما يضر ذلك عيسى أجل هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقالوا: هل رأيت بشرا قط جاء في غير فحل أو سمعت به فخرجوا. "
فنزلت. والمثل هاهنا بمعنى الصفة أي صفة عيسى في ولادته من غير أب على خلاف المعهود مثل صفة آدم في الغرابة والإنشاء من غير أب وأم ولا يلزم التشبيه بالشيء أن يكون من جميع وجوهه وأنكر بعض الناس أن يكون المثل بمعنى الصفة وتقدم نوع من هذا التركيب والكلام عليه في قوله:
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا
[البقرة: 17] فأغنى عن إعادته. ومعنى عند الله أي عند من يعلم حقيقة الأمر وكيف هو.
{ خلقه من تراب } ذكر أصل نشئه أي صوره شكلا من تراب. { ثم قال له كن } أي كن بشرا سويا ذا روح وعقل. { فيكون } أي فهو يكون وهذه كناية عن سرعة الإيجاد نزل قابلية الشيء لما أراده الله منزلة الموجود المأمور القابل لامتثال الأمر. والجملة من قوله: خلقه، تفسيرية كمثل آدم فلا موضع لها من الإعراب وقد أجيز أن تكون محالا ومنعه بعضهم.
[3.61-64]
{ فمن حآجك فيه } أي من جادلك فيه أي في أمر عيسى لأنه المحدث عنه أولا في قوله: إن مثل عيسى، والمحاجة مفاعلة وهي من اثنين وقعت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين وفد نجران.
{ من بعد ما جآءك من العلم } وهو إخباره عليه السلام بولادة عيسى من غير أب وقصته إلى أن ذكر رفع الله إياه. { فقل تعالوا } قرىء بفتح اللام وهو الأصل وبضمها شاذا ووجهه أنه كان أصله تعاليوا فنقلت الضمة الى اللام فحذفت الياء لالتقاء الساكنين. { ندع } أي يدع كل مني ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه الى المباهلة وفي صحيح مسلم لما نزلت هذه الآية. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. { ثم نبتهل } نتضرع: قاله ابن عباس.
{ فنجعل لعنت الله على الكاذبين } أي يقول كل منا لعن الله الكاذب منا في أمر عيسى وقد طول المفسرون في قصة المباهلة ومضمنها أنه لما دعاهم إلى المباهلة وخرج بالحسن والحسين وفاطمة وعلي الى الميعاد وانهم كفوا عن ذلك ومعلوم ان الكاذب هم النصارى وهو نظير قوله تعالى:
ناپیژندل شوی مخ