158

{ ومنذرين } بعقاب من عصى. وقدم البشارة لأنها أبهج للنفس وأقبل لما يلقى النبي صلى الله عليه وسلم وفيها إطمئنان المكلف.

{ وأنزل معهم الكتب } معهم: حال مقدرة من الكتاب فيتعلق بمحذوف، وليس: منصوبا بانزل، وآل في الكتاب للجنس وبالحق متعلق بإنزال أو في موضع الحال من الكتاب وهي حال مؤكدة.

{ ليحكم } متعلق بأنزل والفاعل ضمير يعود على الله. وهو الضمير في أنزل أي ليفصل به بين الناس. والفصل لا يكون إلا بعد الاختلاف ويؤيده قراءة الجحدري: لنحكم بالنون وهو التفاوت. وعنه أيضا: ليحكم مبنيا للمفعول.

{ فيما اختلفوا فيه } هو الاسلام أي في الدين الذي اختلفوا فيه.

{ وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه } الضميران عائدان على ما الموصولة، والهاء في أوتوه عائدة على الكتاب، والذين أوتوه هم أرباب العلم به والدراسة له، وخصهم بالذكر تشنيعا وتقبيحا للذي فعلوه من الاختلاف.

{ من بعد ما جآءتهم البينت } أي في الكتاب الذي أنزل إذ الحق موضح فيها يوجب الاتفاق وعدم الاختلاف.

{ بغيا بينهم }: أي سبب الاختلاف هو البغي والظلم والتعدي وهي اختلافات أول يعقبه بعث الأنبياء، والثاني بعد إنزال الكتاب وانتصب بغيا بمحذوف تقديره اختلفوا فيه من بعد ذلك بغيا.

{ فهدى الله الذين آمنوا } أي بمحمد صلى الله عليه وسلم.

{ لما اختلفوا } أي للذين اختلف فيه الناس.

و { من الحق } تبيين للمختلف فيه في موضع الحال من ما والهداية تقتضي إصابة الحق.

ناپیژندل شوی مخ