وقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل: أتخذتم عند الله عهدا} أي عهد إليكم أنه لا يعذبكم إلا ما قدرتموه، ولعلهم خيل لهم الشيطان أنه لا يعذبهم إلا قدر ما عصوا من تكذيبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يخرجون من النار إلى الجنة، ولعلهم أثبتوا الأعمال الصالحة التي عملوها مع كفرهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما زعم من زعم من أهل القبلة وتأولوا هذا التأويل. {فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون(80)}.
{بلى} إثبات لما بعد النفي وهو لن تمسنا النار، أي تمسكم أبدا، بدليل قوله: {هم فيها خالدون}. {من كسب سيئة} كبيرة وهي ضد الحسنة، {وأحاطت به خطيئته} أي استولت عليه واشتملت جملة أحواله حتى صارت كالمحيطة به مثل الحائط يستولي على ما فيه، ومتى أحاطت به خطيئة صار مخذولا مستدرجا محبوط الأعمال، فرائضها وفضائلها، مأخوذا بصغائر الذنوب وكبائرها ، لأنه عاص فلا تقوم منه طاعة أبدا إلا أن يتوب. {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(81)}.
{والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون(82)} أنبأ الله مآل الفريقين.
{وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل} الميثاق: العهد المؤكد غاية التوكيد. {لا تعبدون إلا الله} ولا تشركون به شيئا من طاعة الشيطان ولا غيره، {وبالوالدين إحسانا} أي وأحسنوا بهما، {وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا} قيل: الحق، وقيل: حسن الخلق، وقيل: قولوا للناس ما تحبون أن يقال لكم. {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم} عن الميثاق ورفضتموه، {إلا قليلا منكم} إلا الأقل أقاموا بما عليهم، {وأنتم معرضون(83)} عن الوفاء بما يجب عليكم.
مخ ۵۵