وإذ نجيناكم [15] من آل فرعون} أي نجينا أسلافكم وآباءكم الذين هم (¬1) سبب إيجادكم، {يسومونكم سوء العذاب} يكلفونكم ويذيقونكم سوء العذاب، أشد العذاب وأسوءه ، بدليل قوله: {يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم} يتركون بناتكم أحياء للخدمة، وقيل: إنما فعلوا لهم ذلك لأن الكهنة أنذروا فرعون بأنه يولد مولود يزول ملكه بسببه، فلم يغن عنه اجتهاده، {وفي ذلكم بلاء} صنيعهم، محنة إن أشير بذلك إلى صنيع فرعون، ونعمة إن أشير به إلى الإنجاء. {من ربكم} لأنه هو المقدر ذلك لهم، {عظيم(49)}.
{وإذ فرقنا} فصلنا بين بعضه بعض حتى صارت مسالك لكم، {بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون} اقتصر على ذكر الآل (لعله) للعلم بأن فرعون أولى بالغرق، {وأنتم تنظرون(50)} إلى ذلك وتشاهدونه.
{وإذ واعدنا موسى} قيل: وعده الله الوحي، ووعد هو المجيء للميقات إلى الطور، {أربعين ليلة} لأن الشهور عددها (¬2) بالليالي، {ثم اتخذتم العجل} إلها {من بعده (¬3) وأنتم ظالمون(51)} بوضعكم العبادة غير موضعها.
{ثم عفونا عنكم} محونا عنكم ذنوبكم، {من بعد ذلك} (لعله) أي الاتخاذ (¬4) ، {لعلكم تشكرون(52)} لكي تشكروا النعمة في العفو عنكم.
{وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} الجامع بين كونه كتابا منزلا وفرقانا يفرق بين الحق والباطل وهو التوراة، {لعلكم تهتدون(53)} لكي تهتدوا بالكتاب.
{
¬__________
(¬1) - ... في الأصل: «الذينهم».
(¬2) - ... يمكن أن نقرأ في الأصل: «غررها»، ولا معنى له.
(¬3) - ... في الأصل: - «من بعده».
(¬4) - ... أحال الناسخ إلى الهامش وكتب: «الاتحاد»، والصواب ما أثبتناه.
مخ ۴۳