{ سل بني إسرائيل} سؤال تقريع كما يسأل الكفرة يوم القيامة. {كم آتيناهم من آية بينة} واضحة، {ومن يبدل نعمة الله} هي آياته هي العلم، وهو أجل نعمة من الله، لأنه أسباب الهدى من الضلالة والنجاة من الهلاك والغنى من الفقر والسلامة من العذاب في الحياتين، وتبديلهم إياها أن الله أتاهم بها ليكون أسباب هداهم، فجعلوها أسباب ضلالتهم وكفرهم، كقوله: {فزادتهم رجسا إلى رجسهم...} الآية (¬1) . {من بعد ما جاءته} من بعد ما عرفها وتمكن من معرفتها وصحت عند، لأنه إذا لم يعرفها ويعرف المراد بها فكأنها غائبة عنه. {فإن الله شديد العقاب(211)} له في الدارين.
{زين للذين كفروا الحياة الدنيا} حسنت في أعينهم، وسرت محبتها في قلوبهم حتى تهالكوا عليها وأعرضوا عن غيرها، والمزين في الحقيقة هو الله إذ ما من شيء إلا وهو فاعله؛ وقيل: المزين هو الشيطان زينها لهم وحسنها في أعينهم بوساوسه، وحببها إليهم فلا يريدون غيرها غيرها (¬2) . {ويسخرون من الذين آمنوا} يريد فقراء المؤمنين، أي يسترذلونهم ويستهزؤون بهم ويسفهونهم على رفضهم الدنيا وإقبالهم على العقبى، {والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} لأنهم في عليين وهم في [50] أسفل سافلين، {والله يرزق من يشاء بغير حساب(212)} في الدنيا والآخرة.
{
¬__________
(¬1) - ... سورة التوبة: 125. وتمامها: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون}.
(¬2) - ... كذا في الأصل، والصواب: - «غيرها».
مخ ۱۰۶