تفسير میزان
تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي
ژانرونه
ومن العجيب أن هذا القول قول من ليس بيده في أصول الحياة وسنن الاجتماع: من مأكله ومشربه وملبسه ومنكحه ومسكنه وغير ذلك إلا التقليد على العمى واتباع الهوى من غير تثبت وتبين، نعم اختلقوا للتقليد اسما آخر وهو اتباع السنة الذي ترتضيه الدنيا الراقية فصار التقليد بذلك ممحو الاسم ثابت الرسم، مهجور اللفظ، مأنوس المعنى، وكان ألق دلوك في الدلاء شعارا علميا ورقيا مدنيا وعاد ولا تتبع الهوى فيضلك تقليدا دينيا وقولا خرافيا.
وأما تقسيمهم سير الحياة الإنسانية إلى أربعة عهود فما بأيدينا من تاريخ الدين والفلسفة يكذبه فإن طلوع دين إبراهيم إنما كان بعد عهد الفلسفة بالهند ومصر وكلدان ودين عيسى بعد فلسفة يونان وكذا دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) - وهو الإسلام - كان بعد فلسفة يونان وإسكندرية، وبالجملة غاية أوج الفلسفة كانت قبل بلوغ الدين أوجه.
وقد مر فيما مر أن دين التوحيد يتقدم في عهده على جميع الأديان الأخر.
والذي يرتضيه القرآن من تقسيم تاريخ الإنسان هو تقسيمه إلى عهد السذاجة ووحدة الأمم وعهد الحس والمادة، وسيجيء بيانه في الكلام على قوله تعالى: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين": البقرة - 213.
مخ ۲۴۶