193

تفسير میزان

تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي

ژانرونه

تفسیر

وفي تفسير العياشي، عن الزبيري عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت له ألا تخبرني عن الإيمان، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل، مفروض من الله، مبين في كتابه، واضح نوره ثابت حجته، يشهد له بها الكتاب ويدعو إليه، ولما أن صرف الله نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون: للنبي أرأيت صلاتنا التي كنا نصلي إلى بيت المقدس، ما حالنا فيها وما حال من مضى من أمواتنا، وهم كانوا يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله وما كان الله ليضيع إيمانكم - إن الله بالناس لرءوف رحيم، فسمى الصلاة إيمانا، فمن اتقى الله حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه بما فرض الله عليه لقي الله مستكملا لإيمانه من أهل الجنة، ومن خان في شيء منها أو تعدى ما أمر الله فيها لقي الله ناقص الإيمان: أقول: ورواه الكليني أيضا، واشتماله على نزول قوله وما كان الله ليضيع إيمانكم الآية، بعد تغيير القبلة لا ينافي ما تقدم من البيان.

وفي الفقيه،: أن النبي صلى إلى بيت المقدس ثلاث عشرة سنة بمكة وتسعة عشر شهرا بالمدينة، ثم عيرته اليهود فقالوا إنك تابع لقبلتنا، فاغتم لذلك غما شديدا، فلما كان في بعض الليل خرج يقلب وجهه في آفاق السماء، فلما أصبح صلى الغداة، فلما صلى من الظهر ركعتين جاء جبرئيل فقال له قد نرى تقلب وجهك في السماء - فلنولينك قبلة ترضيها فول وجهك شطر المسجد الحرام الآية، ثم أخذ بيد النبي فحول وجهه إلى الكعبة، وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال، فكان أول صلاته إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة فبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين فحولوا نحو القبلة، فكان أول صلاتهم إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين: أقول: وروى القمي نحوا من ذلك، وأن النبي كان في مسجد بني سالم.

وفي تفسير العياشي، عن الباقر (عليه السلام): في قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام الآية، قال استقبل القبلة، ولا تقلب وجهك عن القبلة فتفسد صلاتك، فإن الله يقول لنبيه في الفريضة فول وجهك شطر المسجد الحرام - وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره.

أقول: والأخبار في نزول الآية في الفريضة واختصاصها بها كثيرة مستفيضة.

وفي تفسير القمي، عن الصادق (عليه السلام): في قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه، الآية قال نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى، يقول الله تبارك وتعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه يعني يعرفون رسول الله كما يعرفون أبناءهم لأن الله عز وجل قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد وصفة أصحابه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار - رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا - يبتغون فضلا من الله ورضوانا - سيماهم في وجوههم من أثر السجود - ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل، وهذه صفة رسول الله في التوراة وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله: فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به: أقول: وروى نحوا منه في الكافي، عن علي (عليه السلام) وفي أخبار كثيرة من طرق الشيعة: أن قوله تعالى، أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا الآية في أصحاب القائم، وفي بعضها أنه من التطبيق والجري.

وفي الحديث من طرق العامة: في قوله تعالى: ولأتم نعمتي عليكم، عن علي تمام النعمة الموت على الإسلام.

وفي الحديث، من طرقهم أيضا: تمام النعمة دخول الجنة

مخ ۱۹۴