تفسیر مجمع البیان
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
ژانرونه
(1) - في قلوبهم حب العجل لأنهم صاروا إلى ذلك لهذه المعاني التي هي كفر وقول من قال فعل الله ذلك بهم عقوبة ومجازاة غلط فاحش لأن حب العجل ليس من العقوبة في شيء ولا ضرر فيه وقوله «قل بئسما يأمركم به إيمانكم» معناه قل يا محمد لهؤلاء اليهود بئس الشيء الذي يأمركم به إيمانكم إن كان يأمركم بقتل أنبياء الله ورسله والتكذيب بكتبه وجحد ما جاء من عنده ومعنى إيمانهم تصديقهم بالذي زعموا أنهم مصدقون به من كتاب الله بقولهم نؤمن بما أنزل علينا وقوله «إن كنتم مؤمنين» أي مصدقين كنا زعمتم بالتوراة وفي هذا نفي عن التوراة أن يكون يأمر بشيء يكرهه الله من أفعالهم وإعلام بأن الذي يأمرهم بذلك أهواؤهم ويحملهم عليه آراؤهم.
اللغة
الخالصة الصافية يقال خلص لي هذا الأمر أي صار لي وحدي وصفا لي يخلص خلوصا وخالصة مصدر كالعافية وأصل الخلوص أن يصفو الشيء من كل شائبة ودون يستعمل على ثلاثة أوجه أن يكون الشيء دون الشيء في المكان وفي الشرف وفي الاختصاص وهو المراد في الآية والتمني من جنس الأقوال عند أكثر المتكلمين وهو أن يقول القائل لما كان ليته لم يكن ولما لم يكن ليته كان وقال أبو هاشم هو معنى في القلب ولا خلاف في أنه ليس من قبيل الشهوة .
الإعراب
خالصة نصب على الحال.
المعنى
ثم عاد سبحانه إلى الاحتجاج على اليهود بما فضح به أحبارهم وعلماءهم ودعاهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم فقال «قل» يا محمد لهم «إن كانت» الجنة «خالصة» لكم «دون الناس» كلهم أو دون محمد وأصحابه كما ادعيتم بقولكم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وكنتم صادقين في قولكم نحن أبناء الله وأحباؤه وإن الله لا يعذبنا «فتمنوا الموت» لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة قطعا كان الموت أحب إليه من حياة الدنيا التي فيها أنواع المشاق والهموم والآلام والغموم ومن كان على يقين أنه إذا مات
مخ ۳۱۹