167

تفسیر مجمع البیان

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

ژانرونه

تفسیر

(1) - قال الفراء وهذا أشبه بما ذكره بعده من البصل قال الزجاج وهذا بعيد لأنه لا يعرف الثوم بمعنى الفوم لأن القوم لا يجوز أن يطلبوا الثوم ولا يطلبون الخبز الذي هو الأصل وهذا ضعيف لأنه قد روي في الشواذ عن ابن مسعود وابن عباس وثومها بالثاء والعدس حب معروف وقوله «أدنى» أي أقرب وأدون كما تقول هذا شيء مقارب أو دون ويجوز أن يكون أدنى من الدناءة وهي الخسة يقال دنا دناءة فهو دني وهو أدنى منه فتركت همزتها وهو اختيار الفراء وحكى الأزهري عن ابن زيد الدني بلا همز الخسيس والدنيء بالهمزة الماجن وأما اشتقاق مصر فقال بعضهم هو من القطع لانقطاعه بالعمارة عما سواه ومنهم من قال هو مشتق من الفصل بينه وبين غيره وقال عدي بن زيد :

وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به # بين النهار وبين الليل قد فصلا

و «ضربت عليهم الذلة» أي فرضت ووضعت عليهم الذلة وألزموها من قولهم ضرب الإمام الجزية على أهل الذمة وضرب الأمير على عبيدة الخراج وقيل ضربت عليهم الذلة أي حلوا بمنزل الذل والمسكنة مأخوذ من ضرب القباب قال الفرزدق :

ضربت عليك العنكبوت بنسجها # وقضى عليك به الكتاب المنزل

وأما الذلة فمشتقة من قولهم ذل فلان يذل ذلا وذلة والمسكنة مصدر المسكين يقال ما فيهم أسكن من فلان وما كان مسكينا ولقد تمسكن تمسكنا ومنهم من يقول تسكن تسكنا والمسكنة هاهنا مسكنة الفاقة والحاجة وهي خشوعها وذلها وقوله «وباؤ بغضب» أي انصرفوا ورجعوا ولا يقال باء إلا موصولا أما بخير وأما بشر وأكثر ما يستعمل في الشر ويقال باء بذنبه يبوء به قال المبرد وأصله المنزلة أي نزلوا منزلة غضب الله وروي أن رجلا جاء برجل إلى رسول الله ص فقال هذا قاتل أخي وهو بواء به أي مقتول به ومنه قول ليلى الأخيلية :

فإن تكن القتلى بواء فإنكم # فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر

قال الزجاج أصل ذلك التسوية ومنه ما روي عن عبادة بن الصامت قال جعل الله تعالى الأنفال إلى نبيه فقسمها بينهم على بواء أي على سواء بينهم في القسم ومنه قول الشاعر:

مخ ۲۵۳