157

تفسیر مجمع البیان

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

ژانرونه

تفسیر

(1) - غلط خالد بن زهير في قوله:

وقاسمها بالله جهدا لأنتم # ألذ من السلوى إذا ما نشورها

فظن أن السلوى العسل وإنما هو طائر قال أبو علي الفارسي وقرئ على الزجاج في مصنف أبي عبيد أنه العسل قال والذي عندي فيه أن السلوى كأنه ما يسلي عن غيره لفضيلة فيه من فرط طيبه أو قلة معاناة وعلاج في اقتنائه فالعسل لا يمتنع أن يسمى سلوى لجمعه الأمرين كما سمي الطائر الذي كان يسقط مع المن به ويقال سلا فلان عن فلان يسلو سلوا إذا تسلى عنه وفلان في سلوة من العيش إذا كان في رغد يسليه الهم والسلوان ماء من شربه ذهب همه فيما زعموا قال:

لو أشرب السلوان ما سليت

.

الإعراب

موضع «كلوا» نصب بمحذوف كأنه قال وقلنا لهم كلوا وموضع «السلوى» نصب لأنه معطوف على المن وقوله «وما ظلمونا» إنما يتصل بما قبله أيضا بتقدير محذوف كأنه قال فخالفوا ما أمروا به وكفروا هذه النعمة وما ظلمونا.

المعنى

«وظللنا عليكم الغمام» أي جعلنا لكم الغمام ظلة وسترة تقيكم حر الشمس في التيه عن جماعة المفسرين «وأنزلنا عليكم المن» فيه وجوه (أحدها) أنه المن الذي يعرفه الناس يسقط على الشجر عن ابن عباس و(ثانيها) أنه شيء كالصمغ كان يقع على الأشجار وطعمه كالشهد والعسل عن مجاهد و(ثالثها) أنه الخبز المرقق عن وهب و(رابعها) أنه جميع النعم التي أتتهم مما من الله به عليهم مما لا تعب فيه ولا نصب و روي عن النبي ص أنه قال الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين

«والسلوى» قيل هو السمانى وقيل هو طائر أبيض يشبه السمانى عن ابن عباس وقوله «كلوا من طيبات ما رزقناكم» معناه قلنا لهم كلوا من الشيء اللذيذ وقيل المباح الحلال وقيل المباح الذي يستلذ أكله الذي رزقناكم أي أعطيناكم وجعلناه رزقا لكم وقوله «وما ظلمونا» أي فكفروا هذه النعمة وما نقصونا بكفرانهم أنعمنا «ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» أي يسمون وقيل معناه وما ضرونا ولكن كانوا أنفسهم يضرون وهذا يدل على أن الله تعالى لا ينفعه طاعة من أطاعه ولا يضره معصية من عصاه وإنما تعود منفعة الطاعة إلى المطيع ومضرة المعصية إلى العاصي.

مخ ۲۴۳