/ قوله (إهدنا) : لما قال سبحانه (إياك نعبد) والعبادة تحتاج إلى وجوه أربعة بها تكتمل العبادة:
أحدها: اعتقاد صحيح غير فاسد.
الثاني: أن يكون على مقتضى الشرع، لأن العبادة لا تؤخذ بالعقل.
الثالث: حسن النية فيها فالصدق والإخلاص، قال تعالى: (مخلصين له الدين) .
الرابع: الدوام والبقاء عليها وألا ينتقل ويتغير، وهذه الأربعة لا قدرة لأحد عليها إلا به، فجاء بعد هذا (إياك نستعين ) ومعنى "نستعين" نطلب عونك على العبادة بهذه الوجوه الأربعة. وهذا إنما يكون بهدايته سبحانه،، فمن أجل هذا جاء: (اهدنا) بعد (نستعين) ، فعلى هذا يكون: (اهدنا) بمعنى أرشدنا وبين لنا، ويكون: أو اهدنا! هو بمعنى: ثبتنا. وقد جاء هذا وهذا منقولين عن السلف، ويمكن أن يكون (اهدنا) راجعا لها كلها، أي بين لنا وأرشدنا، وثبتنا- والله أعلم-.
وهدى فعل يتعدى إلى واحد بنفسه وإلى آخر بحرف الجر، وذلك الحرف يكون إلى وهو الأكثر، ويكون اللام، قال تعالى: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) (1) 1، وقال جل ذكره (قل الله يهدى للحق) (2) 2، وقال سبحانه (إن هذاالقرأن يهدى للتي هي أقوم) (3) 3 ثم حذف حرف الجرفظهرعمل الفعل لأن الفعل يطلبه بالنصب، لأنه جاء بعد عمدته فهو فضلة فإعرابه النصب لكن النصب لم يظهره لأجل الحرف الطالب بالخفض، لأنه يطلب بالإضافة، والخفض مع الإضافة، وكان عمل الحرف أولى بالظهور، لأنه أقرب إلى الاسم من الفعل، ولأن التعليق قد وجد في الأفعال ووجد في الأسماء قليلا، و لم يوجد في الحرف س4، فالمجرور مخفوض في اللفظ منصوب
مخ ۳۹۱