[آل عمران: 181] وعرف المسلمون معنى الآية ووثقوا بثواب الله ووعده.
قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية
" جاء أبو الدحداحة رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، أرى ربنا يستقرض مما أعطانا لأنفسنا، وإن لي حديقتين فإن تصدقت بإحداهما فلي مثلاها في الجنة. قال: " نعم ". وأم الدحداحة معي؟ قال: " نعم " قال: والصبية معي؟ قال: " نعم " فتصدق بأفضل حديقتيه وهي تسمى الحبيبة، فلما رجع إلى أهله وجد أم الدحداحة والصبية في الحديقة التي تصدق بها، فقام على بابها وتحرج أن يدخلها، ثم نادى: يا أم الدحداحة؛ يا أم الدحداحة، قالت: لبيك، قال: قد جعلت حديقتي هذه صدقة واشترطت مثليها في الجنة وأم الدحداحة معي والصبية معي، قالت: بارك الله لك فيما اشتريت. ثم خرجوا منها ودفعوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى قد قبل منك، فأعطه اليتيمين اللذين في حجرك ". وقال: صلى الله عليه وسلم: " كم من نخل مدل عروقها في الجنة لأبي الدحداحة " ".
وعن أبي زيد بن أسلم قال:
" لما نزل قوله تعالى: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } الآية، قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟! قال: " نعم " ، يريد أن يدخلكم " الجنة " ، قال: فإني إن أقرضت ربي يضمن لي الجنة، قال: " نعم، من تصدق بصدقة فله مثلها في الجنة " ، قال: وزوجتي أم الدحداح معي؟ قال: " نعم " قال: وبنتي الدحداحة؟ قال: " نعم ". قال: والصبية معي؟ قال: " نعم ". قال: ناولني يدك، فناوله النبي صلى الله عليه وسلم يده المباركة، فقال: يا رسول الله، إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله ما أملك غيرهما قد جعلتهما قرضا لله عز وجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اجعل إحداهما قرضا لله عز وجل، والأخرى لك ولعيالك " قال: إشهد يا رسول الله أني قد جعلت أحسنهما لله عز وجل، وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال: " إذن يجزيك به الله في الجنة ". قال: فانطلق أبو الدحداح حتى أتى أم الدحداح وهي مع أولادها في الحديقة تدور تحت النخلة فأنشأ يقول:
* هداك ربي سبل الرشاد * إلى سبيل الخير والسداد *
* بيني من الحائط بالوداد * فقد مضى قرضا إلى التناد *
* أقرضته الله على اعتمادي * بالطوع لا من ولا نكاد *
* إلا رجاء الضعف في المعاد * فارتحلي بالنفس والأولاد *
* والبر لا شك فخير زاد * قدمه المرء إلى المعاد *
ناپیژندل شوی مخ