267

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

[2.244]

قوله عز وجل: { وقتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم } قال أكثر المفسرين: هذا خطاب لهذه الأمة، معناه: قاتلوا في طاعة الله تعالى ولا تهربوا من الموت كما هرب هؤلاء الذين سمعتم خبرهم، فلا ينفعكم الهرب واعلموا أن الله سميع لما يقوله المنافق بعلمه: الهرب من القتال، عليم بما يضره. وقال بعضهم: هذه الآية خطاب للذين جبنوا، وهي متصلة بقوله تعالى:

فقال لهم الله موتوا ثم أحيهم

[البقرة: 243] وقال لهم: { وقتلوا في سبيل الله }.

[2.245]

قوله عز وجل: { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له أضعافا كثيرة }؛ قال: (سبعين):

" لما أنزل الله قوله عز وجل: { من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها } قال صلى الله عليه وسلم: " رب زد أمتي " فنزل { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } فقال: " رب زد أمتي " فنزل { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ".

وفي الآية استدعاء إلى الانفاق والبر في سبيل الله بألطف الكلام وأبلغه، وسماه الله قرضا تأكيدا لاستحقاق الجزاء؛ لأنه لا يكون قرضا إلا والعوض مستحق فيه. ومعنى الآية: من ذا الذي يتصدق بصدقة طيبة من نفس طيبة لا يمن بها على السائل ولا يؤذيه، قال الحسن: (هو النفقة في أبواب البر من النفل). وقال ابن زيد: (هو الإنفاق في الجهاد في سبيل الله). وقال الواقدي: (قرضا حسنا) يكون المال من الحلال. وقال سهل بن عبدالله: (هو أن لا يعتقد بقرضه عوضا).

وقوله تعالى: { فيضعفه له أضعافا كثيرة } قرأ عاصم وأبو حاتم (فيضاعفه) بالنصب، وقرأ ابن عامر ويعقوب بالتشديد والنصب بغير ألف، وقرأ ابن كثير وشيبة بالتشديد والرفع، وقرأ الآخرون بالألف والتخفيف ورفع الفاء. فمن رفعه عطفه على (يقرض)، ومن نصب جعله جواب الاستفهام بالفاء. والتشديد والتخفيف لغتان، ودليل التشديد قوله تعالى: { أضعافا كثيرة } لأن التشديد للتكثير.

قال الحسن والسدي: (هذا التضعيف لا يعلمه إلا الله). قال أبو زيد: (معنى قوله تعالى: { فيضعفه له أضعافا كثيرة } أي يعطيه سبعمائة أمثاله). كما قال تعالى في آية أخرى:

ناپیژندل شوی مخ