202

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

[آل عمران: 7]).

وأما الفرقة الرابعة فيفسرونها ويردون مثل هذه المتشابهات إلى الآيات المحكمات ويقولون: معناها ما ينظر الكفار بعد قيام الحجة عليهم، إلا أن يأتيهم أمر الله وهو الحساب، أو أن يأتيهم عذاب الله؛ لأن الإتيان لفظ مشتبه يحتمل حقيقة الإتيان ويحتمل إتيان الأمر، وقد قامت الدلالة على أن الله تعالى لا يجوز عليه الإتيان والمجيء والانتقال والمزاولة؛ لأن ذلك من صفات الأجسام والمحدثين، والله تعالى منزه عن ذلك، قال علي رضي الله عنه: (من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد ألحد؛ لأنه لو كان من شيء لكان محدثا؛ ولو كان في شيء لكان محصورا؛ ولو كان على شيء لكان محمولا). وإذا كان لفظ الإتيان مشتبها وجب رده إلى المحكم نحو قوله تعالى في سورة النحل:

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك

[النحل: 33].

وقال بعضهم: معناه: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بظلل من الغمام وبالملائكة أو مع الملائكة، فتكون في معنى الباء، فعلى هذا التأويل زال الإشكال وسهل الأمر. وأما ذكر الظلة في الآية، فإن الهول إذا بدا من الظلة المظلمة من الحساب كان أعظم وأشد، يدل قوله تعالى في قصة شعيب:

فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم

[الشعراء : 189].

وأما قوله: { والملائكة } قرأ أبو جعفر بخفض (الملائكة) عطفا على الغمام؛ أي (والظلل) من الملائكة؛ أي جماعة من الملائكة. قوله { والملائكة } وسماهم الله ظللا؛ لأن الملائكة لا تسير بالأقدام ولكنها تطير بالأجنحة كما تطير الطير. ومن قرأ: (والملائكة) بالرفع؛ وهي قراءة الجمهور والإجماع فتقديره: وتأتيهم الملائكة في ظلل، يدل عليه قراءة أبي وعبدالله: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام). والغمام: هو السحاب الرقيق الأبيض، سمي بذلك لأنه يغم؛ أي يستر.

قوله تعالى: { وقضي الأمر } أي المعنى: الحكم بإنزال الفريقين منازلهم من الجنة والنار. قوله تعالى: { وإلى الله ترجع الأمور }؛ أي عواقب الأمور ومصير الخلائق إلى الله تعالى، ومن قرأ (ترجع) برفع التاء فعلى ما لم يسم فاعله، ومن قرأ بنصب التاء فمعناه: وإلى الله تصير الأمور. ومن قرأ بالياء؛ فلأن تأنيث الأمور غير حقيقي.

[2.211]

ناپیژندل شوی مخ