188

تفسير کبير

التفسير الكبير

ژانرونه

ويقال: في الآية تقديم وتأخير؛ تقديره: وتزودوا من الطاعات، { واتقون يأولي الألباب }؛ { فإن خير الزاد التقوى } ولا يمتنع أن يكون المراد به زاد الدنيا وزاد الآخرة. كأن الله خص على الزادين جميعا وأمر بالتزود لسفر الدنيا بالطعام ولسفر الآخرة بالتقوى؛ فإن النجاة من هلكات سفر الدنيا بالزاد، ومن سفر الآخرة بالعمل الصالح. قال الشاعر:

إذ أنت لم ترحل بزاد من التقى

ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله

وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

واختلف العلماء في جواز الإحرام بالحج قبل أشهر الحج؛ فروي عن ابن عباس وجابر وعطاء ومجاهد وعكرمة أنهم قالوا: (لا يحرم الرجل بالحج قبل أشهر الحج). وقال عطاء: (من فعل ذلك فيجعلها عمرة). وقال الشافعي: (تكون عمرة).

وعن إبراهيم النخعي: (جواز الإحرام بالحج قبل أشهر الحج) وهو قول أبي حنيفة وأصحابه؛ ومالك والليث؛ والثوري. وحجتهم: قوله عز وجل:

يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج

[البقرة: 189]. وهذا عموم في كون الأهلة كلها وقتا للحج؛ ومعلوم أن الأهلة ليست بميقات لأفعال الحج؛ فوجب أن يكون حكم ذلك اللفظ مستعملا في إحرام الحج.

أما قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات } فيحتمل أنه توقيت لأفعال الحج؛ فإن من قدم مكة قبل أشهر الحج محرما وطاف وسعى لم يكن ذلك السعي معتدا به في الحج. وذهب بعض أصحابنا إلى أن قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات } توقيت لاستحباب الإحرام؛ لأنه إذا قدم الإحرام على شوال امتد مكثه في الإحرام واضطر إلى شيء من محرمات الإحرام.

ناپیژندل شوی مخ